محنة‭ ‬الدواء.. نقص‭ ‬أصناف‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬ومعاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأدوية.. سر‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬رغم‭ ‬وفرة‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة - مصر النهاردة

فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر النهاردة نقدم لكم اليوم محنة‭ ‬الدواء.. نقص‭ ‬أصناف‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬ومعاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأدوية.. سر‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬رغم‭ ‬وفرة‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة - مصر النهاردة

أزمة‭ ‬مزمنة‭ ‬يعيشها‭ ‬قطاع‭ ‬الدواء‭ ‬المصري،‭ ‬فهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الضخم‭ ‬الحيوى‭ ‬أصبح‭ ‬يصارع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬تصيب‭ ‬المواطن‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬بدرجة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الأصناف،‭ ‬لكن‭ ‬القطاع‭ ‬نفسه‭ ‬يعيش‭ ‬محنة‭ ‬كبرى‭.‬‮ ‬
وأساس‭ ‬الأزمة‭ ‬ضَعف‭ ‬قدرة‭ ‬الصيدليات‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أغلب‭ ‬أصناف‭ ‬الدواء‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬معاناة،‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬التكلفة‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬نقص‭ ‬الإمدادات‭ ‬بسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬التسعير‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬أغلب‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬إصرار‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬بشكل‭ ‬صارم‭ ‬لضمان‭ ‬حصول‭ ‬أقل‭ ‬المواطنين‭ ‬دخلا‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الذى‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬متضرر‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬الصيدلي‭.‬‮ ‬
وحسب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصيادلة‭ ‬ومسئولى‭ ‬النقابة،‭ ‬النقص‭ ‬يزداد‭ ‬وأصبح‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬حرج،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الدواء‭ ‬هجروا‭ ‬الصيدليات‭ ‬ولجأوا‭ ‬إلى‭ ‬قنوات‭ ‬غير‭ ‬رسمية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ينذر‭ ‬بمخاطر‭ ‬كارثية،‭ ‬فالسوق‭ ‬السوداء‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬رقابة‭ ‬عليها،‭ ‬وتوزع‭ ‬أدوية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬الشديد‭ ‬للحصول‭ ‬عليها‭.‬‮ ‬

-إعلانات-


ما‭ ‬العمل،‭ ‬ولماذا‭ ‬تشتعل‭ ‬الأزمة‭ ‬رغم‭ ‬توافر‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬وما‭ ‬سر‭ ‬تضارب‭ ‬الآراء‭ ‬والتوجهات،‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الحل‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬ملف‭ ‬‮ «‬مصر بوست»‬‭.‬


منذ‭ ‬إنهاء‭ ‬صفقة‭ ‬رأس‭ ‬الحكمة‭ ‬بنجاح‭ ‬وتوفير‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬فى‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية،‭ ‬والمريض‭ ‬يحلم‭ ‬بتوافر‭ ‬الأدوية‭ ‬التى‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬العكس،‭ ‬إذ‭ ‬يتنقل‭ ‬من‭ ‬صيدلية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬لصرف‭ ‬الروشتة‭ ‬كاملة‭ ‬ويبذل‭ ‬جهودا‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الأدوية‭ ‬المكتوبة‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬بدائلها،‭ ‬فما‭ ‬هى‭ ‬أسباب‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.. ‬ومتى‭ ‬تنتهى؟
أرجع‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عوف‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬باتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬أسباب‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬متداخلة،‭ ‬أولها‭ ‬طريقة‭ ‬تداول‭ ‬الأدوية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬الأطباء‭ ‬يصفون‭ ‬أدوية‭ ‬بأسماء‭ ‬تجارية‭ ‬معينة‭ ‬للمريض‭ ‬ويصرون‭ ‬عليها،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التى‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬توصياتها‭ ‬فى‭ ‬التداول‭ ‬والتعامل‭ ‬الدوائى‭ ‬وهناك‭ ‬يتداولون‭ ‬الأدوية‭ ‬باسمها‭ ‬العلمى‭ ‬وليس‭ ‬بالاسم‭ ‬التجارى‭.‬
وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬باتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭ ‬يدخل‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬الصيدلية‭ ‬ويطلب‭ ‬مادة‭ ‬فعالة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬اسم‭ ‬علمى‭ ‬محدد،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬الدواء‭ ‬الموصوف‭ ‬له‭ ‬لكن‭ ‬بأسماء‭ ‬تجارية‭ ‬مختلفة،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يبحث‭ ‬المريض‭ ‬عن‭ ‬الدواء‭ ‬باسم‭ ‬تجارى‭ ‬معين‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يجده‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الصيدليات‭ ‬يظل‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬صيدليات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬نفس‭ ‬المادة‭ ‬الفعالة‭ ‬للدواء‭ ‬الذى‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬بأسماء‭ ‬تجارية‭ ‬أخرى‭.‬
وتابع‭ ‬عوف‭ ‬فى‭ ‬تصريحاته‭ ‬لـ«مصر بوست»‬‭: ‬الدولار‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬المشكلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬كثيرة‭ ‬متداخلة‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬وفرة‭ ‬وإتاحة‭ ‬الأدوية‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الخامات‭ ‬الدوائية،‭ ‬أحيانا‭ ‬نطلب‭ ‬مادة‭ ‬خام‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬أجنبية‭ ‬فترد‭ ‬علينا‭ ‬الشركات‭ ‬الموردة‭ ‬لهذه‭ ‬الخامات‭ ‬أن‭ ‬توفيرها‭ ‬يحتاج‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وعند‭ ‬توفير‭ ‬الخامة‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬يتم‭ ‬تحليلها،‭ ‬وقد‭ ‬ترسب‭ ‬فى‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬ونكتشف‭ ‬أن‭ ‬بها‭ ‬ميكروبات‭ ‬فيتم‭ ‬إعدامها‭.‬
استكمل‭: ‬وقد‭ ‬ينزل‭ ‬الدواء‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬بالفعل‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬فى‭ ‬رقم‭ ‬تشغيلة‭ ‬معينة،‭ ‬ويتم‭ ‬سحب‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬المشكلة‭ ‬أثناء‭ ‬التصنيع‭ ‬بسببت‭ ‬عطل‭ ‬ترس‭ ‬فى‭ ‬ماكينة‭ ‬ويتوقف‭ ‬الإنتاج‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إصلاح‭ ‬الماكينة‭ ‬لأنها‭ ‬مستوردة‭ ‬وقطع‭ ‬غيارها‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬فتظل‭ ‬مُعطلة‭ ‬لمدة‭ ‬تتجاوز‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لذا‭ ‬نقص‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الأدوية‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬نتيجة‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭.‬
ولفت‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عوف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدخلات‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬تأثرت‭ ‬بالارتفاع‭ ‬الأخير‭ ‬لسعر‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬31‭ ‬جنيهًا‭ ‬إلى‭ ‬48‭ ‬جنيهًا،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الـ17‭ ‬جنيهًا‭ ‬قيمة‭ ‬الزيادة‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬تمثل‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬الصناعة‭ ‬وعلى‭ ‬الشركات،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬توافر‭ ‬سيولة‭ ‬نقدية‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬والمصنعين‭ ‬لتغطية‭ ‬فرق‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭.‬
ولفت‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬94‭% ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬محلية‭ ‬والباقى‭ ‬مستورد،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬6‭% ‬فقط‭ ‬للأمراض‭ ‬النادرة‭ ‬والأورام‭ ‬وبعضها‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬بدائل،‭ ‬ويتم‭ ‬صرفها‭ ‬بالروشتة‭ ‬والرقم‭ ‬القومى‭ ‬من‭ ‬صيدليات‭ ‬الشركة‭ ‬المصرية‭ ‬“صيدليات‭ ‬الإسعاف”،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إتاحة‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬بكافة‭ ‬الصيدليات‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لأن‭ ‬الحقنة‭ ‬فيها‭ ‬يتجاوز‭ ‬سعرها‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬والجرعة‭ ‬كاملة‭ ‬تتجاوز‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لإحكام‭ ‬الرقابة‭ ‬عليها‭ ‬وعدم‭ ‬بيعها‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬بأسعار‭ ‬تتجاوز‭ ‬أضعاف‭ ‬مضاعفة‭ ‬لسعرها‭ ‬الأصلى‭.‬
وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬أدوية‭ ‬معرضة‭ ‬للغش‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬بدائل،‭ ‬لذا‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬بصيدليات‭ ‬الشركة‭ ‬المصرية‭ ‬لتجارة‭ ‬الأدوية‭ ‬يحمى‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬دواء‭ ‬مغشوش‭ ‬يودى‭ ‬بحياته‭.‬
وكشف‭ ‬عوف‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬نواقص‭ ‬الأدوية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬2‭- ‬3‭%‬، ‬والأدوية‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬نقص‭ ‬من‭ ‬بضعة‭ ‬شهور‭ ‬بدأت‭ ‬تنزل‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ومنها‭ ‬دواء‭ ‬جلوكوفانس‭ ‬500‭ ‬لعلاج‭ ‬مرض‭ ‬السكرى،‭ ‬وأيضًا‭ ‬دواء‭ ‬الغدة‭ ‬المستورد‭ ‬وكذلك‭ ‬أدوية‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭.‬
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أشرف‭ ‬استشارى‭ ‬التصنيع‭ ‬الدوائى‭ ‬أن‭ ‬توافر‭ ‬الدواء‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬يتطلب‭ ‬المرور‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬منها‭ ‬توفر‭ ‬الخامات‭ ‬المستوردة‭ ‬بالمعامل‭ ‬المركزية‭ ‬وتحليلها‭ ‬وهذا‭ ‬يأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬لأن‭ ‬التحليل‭ ‬يتطلب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬قياسية‭ ‬معينة،‭ ‬لكن‭ ‬نقص‭ ‬الدولار‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬حدوث‭ ‬عجز‭ ‬بالخامات‭ ‬والمواد‭ ‬القياسية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحليلها،‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تأخر‭ ‬خروج‭ ‬الدواء‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬لمدة‭ ‬أكبر،‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬تحليل‭ ‬الخامات‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الموافقة،‭ ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬وتركيب‭ ‬الدواء‭ ‬فإنه‭ ‬يتم‭ ‬تحليله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بمعامل‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬لخروجه‭ ‬كمنتج‭ ‬نهائى‭ ‬مصرح‭ ‬بتداوله‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭.‬
ولفت‭ ‬استشارى‭ ‬التصنيع‭ ‬الدوائى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬المصرية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬شجاعة‭ ‬لتحريك‭ ‬سعر‭ ‬الدواء،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬تقوم‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬لأخرى‭ ‬بتحريك‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬الموجودة‭ ‬بالفعل‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬دون‭ ‬تحريك‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تنتج‭ ‬بعد‭.‬
وطالب‭ ‬خبير‭ ‬التصنيع‭ ‬الدوائى‭ ‬فى‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬“مصر بوست”‭ ‬بضرورة‭ ‬دعم‭ ‬شركات‭ ‬التصنيع‭ ‬لدى‭ ‬الغير،‭ ‬ومحو‭ ‬الإجراءات‭ ‬العقابية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬ووضع‭ ‬تيسيرات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتشجيع‭ ‬دخول‭ ‬الموردين‭ ‬الجدد،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬البدائل‭ ‬المطروحة‭ ‬للأدوية‭ ‬المستوردة‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬بديل‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬اثنين‭ ‬فقط‭ ‬لدواء‭ ‬مستورد‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬15‭ ‬و20‭ ‬بديلا‭.‬
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬كشف‭ ‬مصدر‭ ‬بغرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬–فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭- ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬وراء‭ ‬استمرار‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬الدولار،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الدولار‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬نقص‭ ‬الدواء،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬التعويم،‭ ‬فتوفر‭ ‬الدولار‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ارتفع‭ ‬سعره،‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬السعر‭ ‬الرسمى‭ ‬للدولار‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬التعويم،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬غير‭ ‬متناسبة‭ ‬مع‭ ‬تكلفة‭ ‬إنتاجها‭ ‬فاستمرت‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحريك‭ ‬الأسعار‭ ‬للأدوية‭ ‬المسعرة‭ ‬جبريا‭.‬
وأضاف‭ ‬المصدر‭ ‬فى‭ ‬تصريحاته‭ ‬لـ«مصر بوست‮»‬‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬لهيئة‭ ‬الدواء‭ ‬المصرية‭ ‬لتحريك‭ ‬أسعار‭ ‬المستحضرات‭ ‬الدوائية،‭ ‬نظرا‭ ‬لتحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬مارس‭ ‬الماضى،‭ ‬فطلبت‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬منهم‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات،‭ ‬وأعطوا‭ ‬مهلة‭ ‬حتى‭ ‬26‭ ‬مارس‭ ‬الماضى‭ ‬لتقديم‭ ‬القائمة‭ ‬النهائية‭ ‬للأدوية‭ ‬المطلوب‭ ‬رفع‭ ‬أسعارها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬صنف‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬القائمة‭ ‬المقدمة‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجارى،‭ ‬وبشكل‭ ‬تدريجى‭ ‬بواقع‭ ‬90‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬وستكون‭ ‬نسبة‭ ‬الزيادة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬إلى‭ ‬60‭%‬،‭ ‬وستكون‭ ‬الأدوية‭ ‬المزمنة‭ ‬هى‭ ‬الأقل‭ ‬فى‭ ‬نسبة‭ ‬الزيادة‭.‬
وأكد‭ ‬عضو‭ ‬غرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تحريك‭ ‬الأسعار‭ ‬سيتم‭ ‬انتهاء‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬فى‭ ‬غضون‭ ‬شهرين‭ ‬على‭ ‬الأكثر،‭ ‬لأن‭ ‬أسعار‭ ‬الدواء‭ ‬ستكون‭ ‬متناسبة‭ ‬مع‭ ‬تكلفة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬الدواء‭ ‬ليس‭ ‬بالقرار‭ ‬السهل،‭ ‬لكنه‭ ‬يخضع‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬ومفاوضات‭ ‬لإحداث‭ ‬عملية‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬السعر‭ ‬وتكلفة‭ ‬الإنتاج‭.‬

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق