رغم حداثة سنها، إلا أن عيناها تنطق صمودًا يتجاوز حدود الكلمات، وهدوئها  المتزن يعكس ملامح الواثق المنتصر، اسمها يحمل الأمل الذي يأبي  أهل أرض الزيتون،  أن يتخلون عنه، فهي انتصار زكريا، طفلة ذات العشرة أعوام، أصغر مرافق مريض بشفاء الأورمان في الأقصر.

فاجئت انتصار الحضور بقاعة تكريم أسر الشهداء ومصابي غزة، داخل أروقة المستشفى الكائن بمدينة طيبة، بصوتها الشامخ الذي لم ترهبه أصوات القذائف بغزة قبل أن تنتقل الصغيرة إلى مصر رفقة والدتها مريضة السرطان، وهي تشدو بقصيدة الشاعر الفلسطيني  توفيق زياد.. أناديكم.. أشد على أياديكم.
تتحدث الطفلة بشموخ _ رغم أوجاع وطنها وعائلتها_ يشعرك بعمقها الذي يعادل ألف قصيدة، تمثل صوت أطفال فلسطين، تحمل في ملامحها براءة  أطفال أبوا إلا أن يظفرون بالنصر.

بنبرة صوت يمزج بين الحسم والحزن، قالت انتصار إنها فقدت عمتها وأبنائها خلال العدوان الغاشم على غزة، معربة عن حزنها لفقدانها تواصلها مع صديقاتها من زميلات الدراسة، مؤكدة أنها تتواصل على فترات متقطعة مع أشقائها الذين غادرتهم في غزة؛ نظرًا لانقطاع الإنترنت هناك.

كان مجلس إدارة مؤسسة شفاء الأورمان قد كرم أسر شهداء ومصابين من الأشقاء الفلسطينيين، ممن يتلقون العلاج بالمستشفى؛ دعمًا لهم.