ماجدة ، فنانة من الزمن الجميل، عرفت بعذراء الشاشة وكوكب السينما، قدمت أشهر الأدوار في السينما المصرية، بين الوطنية والرومانسية، وتمتعت بمكانة فنية كبيرة في مصر والعالم العربي، ولم تبخل على السينما بجهدها وفنها ومالها وأنتجت 11 فيلما.

وحصلت بعض أفلام الفنانة ماجدة على أفضل الأفلام فى السينما، حتى رحلت عام 2020.

ولدت الفنانة عفاف على كامل الصباحي الشهيرة بـ ماجدة الصباحي، أو ماجدة فى مثل هذا اليوم عام 1931، من إحدى العائلات الشهيرة بمحافظة المنوفية، فجدها عبد الرحمن باشا الصباحي، عضو مجلس شورى القوانين بداية القرن الماضي.

حصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، ورفض أهلها عملها بالفن، لكن بإصرارها وعنادها استطاعت العمل دون علم أسرتها، انتهى الأمر إلى وضع شروط لهذا العمل تبدأ بعدم القبلات، والحشمة فى الملابس واختيار نوعية معينة من الأفلام.

الناصح كان البداية مع اسماعيل يس 

اكتشفها المخرج سيف الدين شوكت، وقدم ماجدة الى السينما في فيلم "الناصح" مع إسماعيل يس عام 1949 وهي في الخامسة عشر من عمرها.

ثم استطاع المخرج أحمد بدرخان إقناع ماجدة بالعمل معه فوافقت دون أن تخبر والدها وعملت معه في فيلم "ليلة غرام"، وحصدت عن دورها فيه أول جائزة في حياتها عن أحسن دور ثانوي، قدمت بعده مع بدرخان عدة  أفلام: الله معنا، الإيمان، مصطفى كامل، وغيرها.

حصلت ماجدة على أول أدوار البطولة السينمائية فى فيلم سيبوني أعيش مع سعد عبد الوهاب، تبعه مجموعة من الأفلام منها: “حبايبي كثير” مع كمال الشناوي، "ليلة الدخلة" مع حسن فايق وإسماعيل يس، وفيلم "بائعة الجرائد" الذي شهد البطولة المطلقة لماجدة.

وبعد عام فقط أصبحت إحدى نجمات الشباك عام 1954 حين اختارها فريد الأطرش لتشاركه بطولة فيلم "لحن الخلود" مع فاتن حمامة، حيث قدمت معه أيضا فيلم "من أجل حبى"، وقدمت مع عبد الحليم حافظ "بنات اليوم".

ونسيت أني امرأة آخر أفلامها 

وقدمت ماجدة أيضا أفلاما رومانسية ووطنية متعددة بلغت سبعين فيلما، أنتجت منهم 11 فيلما من أروع الأفلام منها “بنات اليوم” مع عبد الحليم حافظ، “بائعة الخبز” مع حسن الإمام، من أجل حبي مع فريد الأطرش، وكان فيلم "بين أيديك "أول تعاون مع المخرج يوسف شاهين وبعده أفلام: حواء على الطريق، قصة ممنوعة، القبلة الأخيرة، الرجل الذي فقد ظله، العمر لحظة، الحقيقة العارية، وغيرها.

وكانت أولى قبلاتها في السينما ـ التي كانت ترفضها دائما ـ في فيلم شاطئ الأسرار مع الفنان عمر الشريف، وكان آخر أفلامها "ونسيت أنى امرأة". 

وعن رأيها في القبلة في السينما قالت ماجدة: من الممكن تمثيل مشاهد دون أن يكون هناك منظر قبلة حقيقية، لأن التمهيد للقبلة خير ألف مرة بالنسبة للمتفرج من القبلة نفسها، وهذا ما حدث في بورسعيد أثناء فيلم "شاطئ الأسرار"، غير أنه كان هناك اتفاق بين عمر الشريف والمخرج عاطف سالم على خطف القبلة أثناء التمهيد، فحدث ما حدث لكنى اعترضت وقررت ترك بورسعيد إلى القاهرة لكن المنتج حلمى رفلة وعدنى بحذف المشهد.

ومن أشهر الأفلام الوطنية التى قدمتها ماجدة وكان من إنتاجها فيلم جميلة عن قصة البطلة الجزائرية جميلة بوحريد، ونالت عنه جائزة مهرجان موسكو الذى أعتبره أحسن فيلم قدم فى السينما.

ماجدة انتزعت منى الدموع 

وقال عنها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في صحيفة الفيجارو والأوبزرفر بعد أن شاهدها فى فيلم جميلة الذي يحكي نضال وجهاد المناضلة الجزائرية جميلة بو حريد: عندما شاهدته انفعلت كثيرا لقد هزتني ماجدة المصرية، وانتزعت مني الدموع بأدائها البارع وقد أسفنا لجنسيتنا الفرنسية.

كما قدمت ماجدة أفلام “أين عمري” ثم  "المراهقات " الفيلم التربوى الذى حصلت فيه على جوائز كثيرة، وفرضت وزارة المعارف عرضه في المدارس حيث يعالج قضية إجبار الفتاة القاصر على الزواج، فيلم السراب، هجرة الرسول، بلال مؤذن الرسول، عظماء الإسلام، هذا الرجل أحبه، أنا بنت ناس مع فاتن حمامة.

العمر لحظة فيلم وطنى يسجل لحظة الانتصار

وشاركت فى تقديم ملحمة انتصار أكتوبر، حيث قامت مؤسسة أفلام ماجدة بإنتاج فيلم العمر لحظة، توثيقا لمرحلة في تاريخ مصر السياسى والعسكرى خلال فترة الحرب.

 وتكلف إنتاج الفيلم وقتها ثلاثة أرباع مليون جنيه دون مساندة من أي قطاعات رسمية، ولأول مرة يستمر عرض فيلم وطنى أكثر من ستة أشهر.

كانت من أولى أمنيات الفنانة ماجدة إنتاج فيلم كبير عن فلسطين، بعد إنتاجها فيلمين وطنيين هما جميلة بوحريد والعمر لحظة.

 وقالت الفنانة ماجدة: قمت بإنتاج أفلام وطنية ضخمة وهامة عندما كان الإنتاج لمثل هذه الأفلام صعبة، ولا يمكن لأي فرد أن يقوم بها بمفرده، لكن إنتاج فيلم عن قضية مركزية مثل قضية فلسطين التي لا تزال تشغلنا ونعيشها بكل مرارتها منذ سنوات طويلة، هو أمر فوق قدرتى بمفردى في الظروف التي مرت بها صناعة السينما المصرية، والتي جعلت الفيلم الواحد يتكلف أرقاما فلكية فكيف بفيلم وطنى عن قضية شعب مناضل أمضى أكثر من سبعين عاما في المقاومة، فكان يجب على الجهات الرسمية مساندتى لإنجاز عمل ضخم كهذا.

رئيسة جمعية السينمائيات المصريات

اختير معظم أفلام ماجدة ضمن أفضل مائة فيلم فى السينما المصرية.

ومثلت الفنانة ماجدة مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية، واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، ورئيسة لجمعية السينمائيات المصريات.

حصلت ماجدة على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين، وفينيسيا كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد عام  1953.

حياة ماجدة لا تباع ولا تشترى 

عرضت أكثر من قناة فضائية على الفنانة ماجدة الصباحي، كتابة قصة حياتها مقابل مبالغ كبيرة، إلا أنها رفضت وكانت تستعد لإنتاج قصة حياتها بنفسها 

وقالت: حياة ماجدة لا تباع ولا تشترى، وإنما تهدى للعالم بعد رحيلها، ثم اصيبت بمرض الزهايمر واعتزلت التمثيل حتى رحلت عام 2020.

ونقدم لكم من خلال موقع (مصر بوست)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.